تعالوا الي جميعا (متى 11 : 28) فإستمعوا بني البشر وتعجبوا من لطافة هذه الكلمات فرط حلاوتها حتى ان القديس باسيليوس السلوقي يقول في التعليق عليها : تعالوا الي جمعات فإني لا اضع حدا لمواعيدي ، وقلبي ينبوع الجودة التي لا تنفذ ، يمحو آثامكم وخطاياكم. تعالوا الي جميعا فأريحكم ، اعرضول علي اسقام خطاياكم فأعالجها ، اظهروا جروحاتكم فأضع عليها المرهم. تعالوا الي جميعا فإن قلبي رحب يسعكم جميعا وبحار جودتي فسيحة لقبول اجواق الخطأة الذين كالانهار يلقون نفوسهم فيها لكي يغرقوا زلاتهم ومآثمهم. تعالوا الي جميعا اذ لا بد لقولي من مفعول فإنه شبكة القيتها في بحر العالم لاصطاد البشر واقيدهم بها. تعالوا الي جميعا. ياللصوت القدير الذي انتصر على جميع الامم ويا للكلمة العلوية قد اسرّت المسكونة كلها تحت نير الايمان بسلطتها واقتدارها. تعالوا جميعا الى قلبي ، تعالوا ايها الاطفال الى قلب يسوع فإن محبته اشد من محبة امهاتكم لأن محبتهم ظل بجانب ما يحبكم هذا القلب الحبيب. تعالوا ايها الشيوخ الى قلب يسوع فإنه يرجع عليكم شبابكم لتصبحوا كالنسر. هلموا ايها الابرار الى قلب يسوع حتى اذا ما تحصنتم في هذا الملجأ الامين ارتقيتم يوما فيوما من فضيلة الى فضيلة. تعالوا ايضا ايها الخطأة بأجمعكم الى قلب يسوع فإن كانت خطاياكم كالقرمز فيبيضها كالثلج (اشعيا 1 : 18).
فيا ايتها النعجة الضالة من بيت اسرائيل ، يا نفسا بائسة اعياها تعب طريق الاثام ، لعلك تقولين وانت في تلك الحالة التي اوصلتك اليها اضاليلك ، لقد خذلني الرب ونسيني سيدي (اشعيا 49 : 14) ، ولكن اسمع ما قاله الرب للقديسة انجيلا : (ان اولادي الذين عدلوا عن طريق ملكوتي بخطاياهم وصاروا عبيدا للشياطين ، متى رجعوا الي انا اباهم فأقبلهم ويفعمني ارتدادهم فرحا وامنح نفوسهم الخاطئة نعما لا امنحها دائما لنفوس تقية ، ولذا من ارتكب خطايا جسمية يمكنه ايضا ان ينال نعمة عظيمة ويحظى برحمة كلية.