من النادر ان تحظى امراة بالعجاب والتكريم اللذين حظيت بهما الام تريزا ولا غرابة في ذلك.
فهي قامت باعمال يعجز البشر نساء ورجال عن القيام بها لقد صرفت الام تريزا حياتها في
خدمة الفقراء والمرضى والمحتاجين لكي يروا وجه الرب فيها على حد تعبيرها وبحسب تعليم
الكتاب المقدس الذي يقول ان الرب قد خلق الانسان على صورته ومثاله وانه يدعوه الى ان يرى
الاخرين هذه الصورة من خلال اعماله الحسنة مؤكدا ان مساعدة الفقراء والمرضى انما هـــي
خدمات تقدم للرب نفسه لان كل ما يفعله الانسان باخوته البشر من خير او شر انما يفعله للرب.
ولدت الام تريزا في اب 1910 في مدينة سكوبي التي تقع الان في دولة مقدونيا وكانت سابقا تابعة لالبانيا والداها كانا من اصل الباني الوالد متعهد بناء والوالدة ربة بيت وكلاهما من الكاثوليك المؤمنين الذين يصلون ويذهبون الى الى الكنيسة كل يوم تقريبا في طفولتها كان اكثر ما تاثرت به غونشي بوياخيو التي ستعرف فيما بعد باسم الام تريزا هو كرم العائلة الشديد ومساعدتها ورعايتها للفقراء في مكان اقامتها وهذا ما طبع حياتها كلها بطابعه.
في الثانية عشر ادركت ان رسالتها هي مساعدة الفقراء والمحتاجين فقررت ان تصير راهبة وارتحلت لهذه الغاية الى دير راهبات اخوية لوريتو في دبلن بايرلندا حيث رسمت راهبة مبتدئة وبعد عام ارسلت الى دير تابع لتلك الرهبنة في مدينة دار يلنيغ بالقرب من كالكوتا في الهند وقد امضت في ذلك الدير 17 عاما وهي تقوم بالتعليم ثم صارت مديرة لثانوية القديسة مريم في كالوتا.
في احد الايام من عام 1946 وهي مسافرة بالقطار الى دار يلنيغ شاهدت رؤيا يبدو فيها الرب وهو يدعوها الى خدمته بين افقر الفقراء اثرت فيها تلك الرؤيا كثيرا بل انها غيرت وجه حياتها الى الابد فما ان حل عام 1948 حتى كانت قد تلقت الاذن بمغادرة الدير والذهاب الى احياء كالكوتا الفقيرة لانشاء اول مدرسة لها وما لبثت الاخت انياس وهي تلميذة سابقة لها في دير داريلنيغ ان التحقت بها فصارت اولى اتباع الام تريزا ثم تبعتها راهبات اخريات رغبن في خدمة الرب عن طريق رعاية الفقراء.
تقدمت الام تريزا من الكنيسة الكاثوليكية بطلب لانشاء رهبنة منفصلة تحت اسم الارساليات الخيرية فوافق غبطة البابا على ذلك في 7 تشرين الاول 1950 وقد اختارت الام تريزا لرهبنتها ثوبا بسيطا هو عبارة عن ساري ابيض ذي اطار ازرق مع شارة الصليب على الكتف الايسر لكي يصير بامكان المحتاجين معرفة الراهبات وكانت مهمة الرهبنة كما حددتها الام تريزا لدى تلقيها جائزة نوبل العناية بالجائعين والعراة والمشردين والعاجزين والعميان والمنبوذين كل هؤلاء البشر الذين يشعرون بانهم غير مرغوب فيهم او محرومون من العناية والمحبة اولئك يعتبرهم افراد المجتمع عبئا عليهم فيتجنبونهم
تعاونت الام تريزا مع السلطات الرسمية في كالكوتا فحولت جزء من معبد كالى( الهة الموت والدمار عند الهندوس) الى منزل لرعاية المصابين بامراض غير قابلة للشفاء والعناية بهم في ايامهم الاخيرة لكي يموتوا بكرامة ويحسوا بالعطف والقبول بدل البغض والرفض من مجتمعهم وتوالت بعد ذلك المؤسسات التي انشاتها الام تريزا فاقامت القلب النقي( منزل للمرضى المزمنين ايظا) ومدينة السلام مجموعة من المنازل الصغيرة لايواء المنبوذين من المصابين بامراض معدية ثم انشات اول ماوى للايتام وبازدياد المنتسبات الى رهبنة الارسالية الخيرية راحت الام تريزا تنشئ مئات البيوت المماثلة في طول الهند وعرضها لرعلية الفقراء ومسح جروحاتهم وتخفيف الامهم والاهم من كل ذلك لجعلهم يشعرون بانهم محبوبون ومحترمون كبشر.
كان عام 1965 نقطة تحول كبرى في مسيرة الرهبنة فقد منحها البابا بولس السادس الاذن بالتوسع والعمل في كافة انحاء العالم لا الهند وحسب .
لقد حظيت الام تريزا باعجاب العلم ونالت العديد من الجوائز تقديرا لخدماتها الجليلة وقد عرفت كيف تستغل سمعتها العالمية بذكاء من اجل جمع المال والمساعدات لخدمة القضية الانسانية النبيلة التي جعلتها هدفا لها عام 1962
منحتها الحكومة الهندية جائزة باندماشري لخدماتها الانسانية المميزة.
سنة 1971 كرمها البابا بولس السادس اذ جعلها اول شخص يفوز بجائزة البابا يوحنا الثالث والعشرين للسلام.
عام 1972 منحتها الحكومة الهندية ميدالية جواهر لال نهرو لاعمالها العالية المميزة.
1979 جائزة نوبل للسلام 1985 الرئيس رونالد ريغان يمنحها ميدلية الحرية ارفع وسام مدني امريكي يمكن ان يحصل عليه انسان.
1996 الام تريزا تصير الشخص الرابع في العالم الذي يمنح الجنسية الامريكية الفخرية يوم تسلمها جائزة نوبل للسلام التي تبلغ مئات الدولارات ارتدت الساري اياه الذي ترتديه في حياتها العادية والذي يبلغ ثمنه دولار واحد كما انها طلبت الغاء العشاء التقليدي الذي تقيمه لجنة جائزة نوبل للفائزين وطلبت ان تعطي المبلغ لتنفقه على اطعام 400 طفل هندي فقير طوال عام كامل.
بدات صحتها تتدهور منذ عام 1985 ويعود ذلك في جزء منه الى عمرها وفي جزء اخر الى الاوضاع الصحية للمرضى الذين عملت معهم والى انفاقها معظم وقتها في رحلات حول العالم لجمع الاموال والساعدات من اجل الفقراء دون ان تصرف وقتا كافيا للعناية بصحتها
في عام 1985 اصابتها اول وعكة صحية ذبحة قلبية فيما كانت في روما واخرى عام 1989 كانت اخطر وكادت تودي بحياتها مما اضطرها الى ان تخضع لعملية جراحية جرى خلالها زرع منظم للنبض
عام 1991 كانت في المكسيك واصيبت بمرض ذات الرئة فاثر ذلك على عمل القلب
عام 1996 عانت من مرض الملاريا والتهاب الصدر وخضعت لعملية جراحية في القلب.
عام 1997 انتخبت الاخت نيرمالا خليفة للام تريزا في رئاسة الرهبنة
في 5 ايلول 1997 توفيت الام تريزا منهية بذلك كفاحها من اجل حياة انسانية افضل.
في 19 اوكتوبر 2003 تم اعلان تطويب الام تريزا من قبل قداسة البابا يوحنا بولس الثاني على اثر اعجوبة شفاء امراة هندية من ورم خبيث عام 1998.